قامتْ إنجازاتٌ كثيرة متتابعة ومتسارعة ولا حصرَ لها في المملكة العربيّة السعودية، فمنذ إعلان اليوم الوطني السعودي أخذ جميع السعوديّون على عاتقهم المضي قدمًا في إعلاء راية المملكة، وافتتحت جامعات عريقة ومرموقة من أهمها: جامعة الملك عبد الله للعلوم التقنية، كما تمَّ رفعُ أطول سارية علم في العالم، وتم افتتاح العديد من المرافق التعليمية والأكاديمية والمستشفيات المرموقة والحدائق العامة والمصانع ومراكز التسوق، وتُعدّ السعودية اليوم من أكثر الدول التي تشهد نهضة تعليمية وحضارية، خصوصًا أنها تحتضن الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة. تُعدّ المملكةُ العربية السعودية من أكثر الدول في العالم استقبالًا للزوّار الذين يأتون إليها من جميع دول العالم لتأدية مناسك العمرة والحج، كما تتميز بأنها من الدول المستقبلة للكفاءات والخبرات من جميع دول العالم، وذلك باعتبارِها دولةً نفطيّةً كبرى، وهذا كلّه شكّل حالةً داعمة لتقدّمها المتسارع، ورفد دور المملكة التاريخي الفعال في تبني قضايا الأمتين العربية والإسلامية باعتبارها دولة عربية كبرى لها وزنها الذي لا يستطيع أحدٌ نكرانه أو التعدّي عليه.
عند كتابة تعبير عن اليوم الوطني، يُصبح فيضُ المشاعر متدفقًا جدًا، فاليوم الوطني هو يوم الولاء للوطن، ويوم يحتفل فيه أبناء الشعب بالانتماء إلى وطنهم الذي حمل همومهم واحتضنهم وعلّمهم، فالوطن هو الحضن الكبير والخيمة التي تضمّ أبناء الشعب تحت ظلّها، وهو الهواء الذي يتنفسه أبناء الشعب كي يشعروا بأنهم على قيد الحياة، فالوطن هو العزّة والسند، ولا عزّة لشعبٍ بلا وطن، لهذا فإنّ كتابة تعبير عن اليوم الوطني تعني استحضار صورة الوطن بكلّ ما فيه من جبالٍ وسهولٍ ووديان وأرضٍ وسماء، لهذا فإنّ صورة الوطن الجميل تظلّ هي الهاجس الأكبر لدى جميع شعوب العالم، فالجميع يسعى لرفعة وطنه، والجميع يتمنى أن يرى وطنه في الطليعة. اليوم الوطني يعني أن يكون هذا اليوم رمزًا لجميع أيام الوطن، وهو يومٌ يختصر الكثير من الحكايات، ويختصر كلّ التضحيات التي قدّمها أبناء الوطن لأجل رفعته، فمن لا يُضحي لأجل وطنه لا يستحق أن ينتمي إليه أو أن يعيش فيه، واليوم الوطني يعني استقلال الوطن وسيادته وعزّه وفخاره، ولكنّ الوطن لا يُريد من أبنائه أن يُهدونه خُطبًا رنانة أو عبارات أو كلمات وقصائد، بل يُريد منهم الانتماء والإخلاص والعمل، ويُريد منهم أن يكونوا مواطنين صالحين يذودون عن حماه ولا يسمحون لأيّ مخلوقٍ أن يمسّه بسوء، فالاحتفال بالعيد الوطني لا يكون بالرقص والأغنيات، ولا يكون بالشعارات، وإنما يكون بالانتماء الصادق له في كلّ وقت، وعمل تغيير حقيقي فيه بزيادة الإنجازات ودفع عجلة التنمية فيه نحو التطوّر والتقدّم والازدهار.
لمعظمِ دول العالم يومٌ تحتفلُ فيه باعتبارِه يومًا وطنيًّا يشهدُ على تأسيسِ هذه الدولة وتوحيدها وبداية تحقق الإنجازات فيها، والمملكة العربيّة السعوديّة من الدول التي لها يومٌ وطني تُعلن فيه الاحتفالات من شرق المملكة إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، وفي هذا اليوم تمّ إعلان توحيد جميع مناطق المملكة العربية السعودية بما فيها من مدن وقرى وقبائل، وإطلاق اسم المملكة العربية السعودية عليها، ويُصادف اليوم الوطني السعودي في الثالث والعشرين من أيلول من كلّ عام، حيث تم تحديد هذا التاريخ بشكلٍ خاص بعد إصدار مرسوم ملكي من قبل الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله-، وكان ذلك في تاريخ السابع عشر من جمادى الأولى من عام 1351 هـ. يُعدّ إعلانُ اليوم الوطني السعودي بمثابةِ إعلان قيام اتحاد المملكة العربيّة السعوديّة، حيث تَمّ فيه توحيد كلّ من: نجد ومملكة الحجاز والمناطق التابعة لهما، وبدأ هذا منذُ يوم الخميس الموافق للحادي والعشرين من جمادى الأولى من عام 1351 هـ، الذي يوافق يوم الثالث والعشرين من أيلول من عام 1932 م، ومنذ ذلك اليوم بدأت مسيرة الإنجاز والتقدم والنمو بقيادة عربية سعوديّة يقود فيها المسيرة ملوك آل سعود المخلصين الأوفياء ورافعي راية الإسلام وخدمة الحرمين الشريفين، حيث بدأت المملكة العربية السعودية تشهد نهضة كبيرة ممتدة في جميع أنحائها، كما تمّ تطوير كافة المجالات من صحة وتعليم وصناعة وتجارة، بالإضافة إلى العمل على استغلال البترول وتصديره إلى الخارج ليكون رافدًا لاقتصاد المملكة.