الحمد لله أولا: إذا صدر من الزوج ما يوجب الردة عن الإسلام ، كسب الله تعالى ، أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم ، أو جحد ما علم من الدين بالضرورة ، فإن كان قبل الدخول بالزوجة: انفسخ النكاح في الحال. قال ابن قدامة رحمه الله: "إذا ارتد أحد الزوجين قبل الدخول, انفسخ النكاح, في قول عامة أهل العلم, إلا أنه حكي عن داود, أنه لا ينفسخ بالردة, لأن الأصل بقاء النكاح ، ولنا: قول الله تعالى: (وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ) وقال تعالى: (فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ) ولأنه اختلاف دين يمنع الإصابة [يعني: الجماع], فأوجب فسخ النكاح, كما لو أسلمت تحت كافر" انتهى من "المغني" (7/133). وإن كانت الردة بعد الدخول ، فهل تقع الفرقة في الحال ، أم تتوقف الفرقة على انقضاء العدة؟ ففيه خلاف بين الفقهاء. فمذهب الشافعية والصحيح عند الحنابلة أنه إن عاد إلى الإسلام قبل انقضاء عدة زوجته فنكاحه باقٍ كما هو ، وإن انقضت العدة قبل رجوعه للإسلام وقعت الفرقة ، وليس له أن يرجع إلى زوجته إلا بعقد جديد. ومذهب الحنفية والمالكية أن الردة توجب الفرقة في الحال ، ولو كان ذلك بعد الدخول.
هذا، وسأُلَخِّص لك بعض الأمور المجرَّبة في إصلاح الزوجات: • أولًا: الدعاء لها بصلاح الحال، فهو بابٌ عظيم ووسيلةٌ كُبرى للصلاح والهداية، فابتهِلْ إلى الله تعالى وتذلَّلْ بين يديه بالدعاء بالخير والصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة، وتحرَّ أوقات الإجابة، وكلما نازعَتْك نفسُك وتملمَلَتْ تذكَّر الأجر الذي يتفضل الله به عليك، وتذكَّرِ الغاية الكبرى من صبرك؛ أعنى: تغليب مصلحة الأبناء. • ثانيًا: ابحثْ عن الأوجه الإيجابية في شخصية زوجتك، وذلك لتتمكَّن من التحاور معها، فتتفقان معًا على أسلوبٍ عمليٍّ للتفاهم، وتبحثان عن وسيلة مهذَّبة لحل المشكلات، والبعد عن التشهير والسِّباب، وهذا يتطلَّب منكما تنازلاتٍ، وتحلَّ بالحِلم واللِّين؛ فإن من أهم ما يستجلب القلوب ويستميلها الكلام الطيب اللين، فقد قال تعالى: ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83]، وقال تعالى: ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ﴾ [الإسراء: 53]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((ومَن كان يؤمِنُ بالله واليوم الآخر فليقُلْ خيرًا أو ليصمت))؛ رواه البخاري، وقال: ((ما شيء أثقل في ميزانِ المؤمن يوم القيامة من خُلُق حسن، وإن الله ليُبغِض الفاحش البذيء))، والنصوص في الحث على التحلي بحسن الخلق عمومًا، وحفظ اللسان من السقطات والهفوات وبذيء الكلام - أشهر مِن أنْ تُذكر، وإذا كان هذا مما أمر به الشرع مع عموم الناس، فهو في حق الأزواج آكد؛ لقوة الرابطة، ولطول الملازمة في البيت والفراش، ولمقام القدوة لأبنائهما قبل كل شيء، ولكي تَقْوى على هذا الأمر ضَعْ دائمًا نصب عينَيْك قولَه تعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 34 - 35].